د. مصطفى الصبيحي
ووفقا لتقارير فإن بغداد تعد مصدر التلوث الأكبر لمياه دجلة، إذ توجد بها 18 محطة للصرف
الصحي تصب مياهها دون معالجة في مجرى النهر بمعدل 700 ألف متر مكعب في اليوم،
بينما تقوم المحطات بضخ مياه النهر إلى أحياء سكنية .
وهذه المشكلة
ليست وليدة اللحظة حيث يعاني العراق من هذه المشكلة منذ سنوات ، وفي حين يلجأ بعض
سكان بغداد لاستخدام المياه المعبأة للشرب والطهي الا ان هناك فئة كبيرة من
المواطنين لا يستطيعون شراء المياه المعبأة بسبب الوضع الاقتصادي السيء ويلجأون
لاستخدام المياه التي توفرها الحكومة والتي مصدرها من نهري دجلة والفرات وهم
الاكثر عرضة لخطر الاصابة بامراض خطيرة مثل مرض السرطان والعقم والطفح الجلدي وغيرها.
وتشير تقارير تحدثت بهذا الخصوص الى ان سكّان المدن التي تقع عند نقطة دخول
دجلة والفرات إلى العراق أقلّ عرضة للسرطان من سكان المناطق في داخل العراق، مثل
أعالي الفرات في الأنبار ودهوك والموصل كما لا تقتصر الاخطار على الانسان فقط بل
وصلت لحد التأثير على المزروعات والثروة الحيوانية والسمكية التي اصبحت تنفق بسبب
التلوث وتطفو على سطح الانهر مع بقع الزيت والمواد البلاستيكية والروائح الكريهة .
هذا هو جزء من
واقع المشاكل التي يعانيها الشعب العراقي في ظل استمرار غياب الاهتمام الحكومي
بملفات كثير تمس بواقع الخدمات ومنها البيئة وهذا تقصير واضح من وزارة البيئة على
وجه التحديد التي لم تعدو حلولها عن مجرد تصريحات اعلامية دون حلول لمعالجة مشكلة
التلوث بشكل عام على صعيد تلوث المياه والهواء وغيرها ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق