الاثنين، 20 فبراير 2023

"آفةُ المخدرات " تفتك بالمجتمع العراقي

 


د. مصطفى الصبيحي

أصبح انتشار افة المخدرات يدق ناقوس الخطر في العراق بعد ازدياد اعداد المتعاطين والمروجين واستفحال هذه الظاهرة بين فئة الشباب والنساء والاحداث ، فليس هناك محافظة عراقية تكاد تخلو من المخدرات وذلك بحسب تقارير المديرية العامة لمكافحة المخدرات والتي أكدت أن العصابات تستهدف كل محافظات العراق وخاصة المحافظات الحدودية .

مديرية مكافحة المخدرات مشكورة تواصل جهودها الحثيثة لمكافحة المواد المخدرة حيث القت خلال الشهر الماضي " يناير / كانون الثاني" فقط ، القبض على أكثر من 1400 متهم بتجارة وترويج وتعاطي المخدرات وتمكنت من ضبط 63 كيلو غرام من المواد المخدرة، ونصف مليون حبة كبتاجون والمؤثرات العقلية .

وبالرغم من هذه الجهود الا ان المديرية اكدت أن ظاهرة " انتشار المخدرات " تقودها شبكات محلية ودولية مختصة بجرائم المخدرات وانها تستهدف جميع طبقات المجتمع وليس فقط الكسبة، بل هناك موظفي دوائر الدولة من ضمنهم القوات الأمنية، ومن الطلبة ومن حملة الشهادات حيث تلجأ الى عدة أساليب وطرق لتهريب هذه المواد مستغلة بذلك عدم امتلاك مديرية مكافحة المخدرات للأجهزة الحديثة للكشف عن المواد المخدرة.

أما عن المواد المخدرة الأكثر انتشاراً في العراق هي "مادة الكريستال، أكثر من490 كيلو غرام تم ضبطه العام الماضي ما يقارب 400 كيلو كانت من مادة الكريستال فقط فهي منشطة لجميع الجسم، وتتسبب بحالة من الهلوسة ممزوجة بالنشوة، والإدمان عليها سريع بعد تعاطيها لمرة أو مرتين يصبح الشباب مدمن عليها .

وفي ظل عدم وجود إحصائية رسمية منشورة لأعداد المتعاطين للمخدرات في البلاد الا ان هذه المواد تنتشر وتباع وتوزع في المناطق الفقيرة والمحرومة في بغداد العاصمة والمحافظات الأخرى خاصة الجنوبية منها  كما تم تسجيل عدد من النساء والاحداث ممن يتعاطون هذه المواد الخطرة .

وقد عزا باحثون وخبراء اجتماعيون انتشار ظاهرة المخدرات الى  الأوضاع الاقتصادية السيئة  وغياب التوعية المجتمعية فضلا عن عدم وجود تقنيات حديثة للكشف عن المخدرات في المناطق الحدودية، وهذا بسبب تورط جهات سياسية ومجاميع مسلحة في تجارة المخدرات خاصة في المنافذ الحدودية وقد تحدثت العديد من المصادر الامنية لوسائل الاعلام وهنا اشير الى تقرير نشره موقع قناة الجزيرة على الانترنت بتاريخ 28/1/2023 نقلا عن مصدر أمني بأن هناك عدة خطوط رئيسية يتم تهريب المخدرات عن طريقها وهي عبر منفذ الشيب الحدودي بمحافظة ميسان مع إيران، فيما أن أكثر مادة تدخل هي مادة الكريستال المخدرة بأنواعها.

كما أن بعض المنافذ في محافظة البصرة يتم تمرير المخدرات منها إلى محافظة ذي قار ومحافظات أخرى وأكثر ما يتم تهريبه هو الكريستال ونادرا ما يتم تمرير الحبوب المخدرة الأخرى .

أما اغلب طرق تهريب المخدرات من خلال تلك المنافذ تتم عبر بعض الشاحنات التي تحمل الطابوق، إضافة لاستخدام النساء وبعض شيوخ العشائر، وهؤلاء لا يتم تفتيشهم.

علاج ظاهرة المخدرات تحتاج الى سرعة ايجاد الحلول وعلى عدة أصعدة اهمها معالجة الفقر والبطالة وتخفيف العقوبات عن المتعاطين الذين يبادرون بتسليم انفسهم للدولة بهدف العلاج في الوقت الذي يجب أن تشدد العقوبة على المتاجرين بالمخدرات وتطوير الإمكانات للكشف المبكر وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب ، والعمل على توفير مراكز التأهيل والعلاج للمتعاطين، وكذلك زيادة الوعي في المدراس والجامعات والمنصات الدينية والثقافية والفني والاهم من ذلك هو التربية الاسرية التي تنتج أفرادا صالحين للمجتمع ..

 

 

الخميس، 2 فبراير 2023

" حكومة الورق " تضع العراق في مهب الريح

د. مصطفى الصبيحي

يشهد العراق اليوم حالة من الصراع بين الولايات المتحدة وايران وتصفية حسابات مع استمرار الجمود بشأن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ، فيما تسعى واشنطن إلى معاقبة طهران على قمعها للاحتجاجات والتعاون العسكري مع روسيا .

تحول العراق الى مايشبه ساحة للصراع ومناورات امريكا لتقويض النفوذ الايراني لتحقيق مكاسب لها على الارض ليس بجديد ، ولكن هذه المرة فاقت نتائجه السلبية التوقعات حيث أصبحت الدولة العراقية على شفا حفرة من الانهيار وتحويل الوضع اشبه مايكون في لبنان.

الازمة الاقتصادية التي فرضتها الاطماع الاجنبية على العراق لم تتقتصر على ضغوطات تتعرض لها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمواجهة تهريب العملات إلى إيران فقط بل يتعرض القادة الأكراد لضغوط أمريكية لتوحيد الصفوف وتسريع جهود تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

وبالرجوع الى أواخر ديسمبر ، أشارت مصدر مطلع في بغداد الى إن واشنطن تلقت تقارير عن قيام العراق بإجراء تجارة مع إيران باستخدام الدولار الأمريكي على الرغم من العقوبات الأمريكية واضاف المصدر ذاته أن الأسماء وأرقام الحسابات المصرفية التي تعاملت سرا مع إيران لم يتم الكشف عنها بعد ، لكن إدارة بايدن اكتشفت أنه تم تحويل مبلغ كبير من الدولارات الأمريكية من العراق إلى بعض الدول ، بما في ذلك إيران.

كما كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن أن اللوائح المصرفية الجديدة كشفت عن معاملات احتيالية بالدولار تمت من العراق ، حيث تتزامن الضوابط الجديدة مع انخفاض قيمة العملة المحلية.

اذن فالأزمة الاقتصادية ستبقى وتمتد ليصل سعر صرف الدينارمقابل الدولار الى ارقام فلكية تتجاوز 2000 ، فالازمة مربوطة باستمرار الصراع الدولي على نهب خيرات العراق وتقاسم ثرواته من سوق العملة الى النفط والغاز وغيره ويبقى المواطن يدفع فاتورة ضعف الدولة وسوء الادارة ، فلو كانت هناك حكومة قوية لما وصل حال العراقيين لما هو عليه الان في ظل تعاقب مايسمى بـ "حكومات من ورق ".


الأحد، 22 يناير 2023

حادثة " حرق المصحف " تكشف عن عداء اوروبا للاسلام

 

د. مصطفى الصبيحي                                                  



عندما يخرج علينا الغرب بشعارات رنانة تطالب بها دول العالم الثالث بتطبيق مبادئ الديمقراطية والتسامح وتقبل الرأي والراي الاخر ، وتذهب الى ابعد من ذلك من تدخل عسكري ووضع عقوبات على الدول التي تدرجها ضمن قوائم الديكتاتورية وانتهاك حقوق الانسان ، كان من الاحرى أن تطبق هذه المفاهيم على شعوبها وتكثف حملات التوعية والتثقيف عبر وسائل الاعلام والتثقيف المجتمعي ومنصات التواصل الاجتماعي .

بالأمس قام زعيم حزب "الخط المتشدد" الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان باستفزاز قرابة ملياري مسلم ومسلمة في شتى أرجاء الارض بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم ، في تصرف يعد انتهاكاً صارخاً لكافة المبادئ الدولية التي تؤكد على اهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب ومنع أي شكل من أشكال الإساءة لكافة الأديان السماوية.

فهذا التصرف اللامسؤول والمتطرف والمعادي للاسلام من شأنه أن يأجيج مشاعر المسلمين حول العالم خاصة وأنه يكشف عن مؤشرات مقلقة عن حجم العداءل لاسلام والتمييز في أوروبا، كما أنه لا يندرج تحت أي حق شرعي في التعبير عن الرأي.

ان حادثة الاساءة للاسلام لم تكن الاولى فقد اعتدنا على افعال مشابهة حدثت في عدد من الدول الغربية ، دون حسيب او رقيب ومن هنا فلا بد من وقفة عربية واسلامية جادة لمقاطعة السويد والضغط عليها لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة الاشخاص الذين يقومون بمثل هذه الحوادث المستفزة ومعاداة الإسلام.

 

السبت، 21 يناير 2023

من هو د. مصطفى مصلح الصبيحي

 د. مصطفى مصلح الصبيحي

كاتب ومحلل عراقي
المؤهلات العلمية :
-حاصل على شهادة البكالوريس في مجال الصحافة والاعلام
-الماجستير تخصص اعلام / قسم علاقات عامة
-دكتوراة في الاعلام / قسم العلاقات الدولية
-كاتب في عدد من المواقع الاخبارية المحلية والعربية
-المؤلفات:
- فعالية استخدام وزارة الخارجية للتطبيقات الرقمية في التواصل مع رعاياها في الخارج
- كيف تكون صحفياً ناجحاً
- فن اختيار الشريك

الاثنين، 16 يناير 2023

تلوث مياه العراق ينذر بكارثة انسانية

 

د. مصطفى الصبيحي                                       


كارثة انسانية يعانيها ابناء الشعب العراقي بسبب تلوث نهري دجلة والفرات بمياه أنابيب الصرف الصحي الثقيلة الأمر الذي ينذر بتفشي أمراضاً خطيرة، بالرغم من وعود الحكومة بايجاد حل لهذه المشكلة الا اننا نرى استمرار تفاقمها دون الوصول الى حل حقيقي.

ووفقا لتقارير فإن بغداد تعد مصدر التلوث الأكبر لمياه دجلة، إذ توجد بها 18 محطة للصرف الصحي تصب مياهها دون معالجة في مجرى النهر بمعدل 700 ألف متر مكعب في اليوم، بينما تقوم المحطات بضخ مياه النهر إلى أحياء سكنية .

وهذه المشكلة ليست وليدة اللحظة حيث يعاني العراق من هذه المشكلة منذ سنوات ، وفي حين يلجأ بعض سكان بغداد لاستخدام المياه المعبأة للشرب والطهي الا ان هناك فئة كبيرة من المواطنين لا يستطيعون شراء المياه المعبأة بسبب الوضع الاقتصادي السيء ويلجأون لاستخدام المياه التي توفرها الحكومة والتي مصدرها من نهري دجلة والفرات وهم الاكثر عرضة لخطر الاصابة بامراض خطيرة مثل مرض السرطان والعقم والطفح الجلدي وغيرها.

وتشير تقارير تحدثت بهذا الخصوص الى ان سكّان المدن التي تقع عند نقطة دخول دجلة والفرات إلى العراق أقلّ عرضة للسرطان من سكان المناطق في داخل العراق، مثل أعالي الفرات في الأنبار ودهوك والموصل كما لا تقتصر الاخطار على الانسان فقط بل وصلت لحد التأثير على المزروعات والثروة الحيوانية والسمكية التي اصبحت تنفق بسبب التلوث وتطفو على سطح الانهر مع بقع الزيت والمواد البلاستيكية والروائح الكريهة .

هذا هو جزء من واقع المشاكل التي يعانيها الشعب العراقي في ظل استمرار غياب الاهتمام الحكومي بملفات كثير تمس بواقع الخدمات ومنها البيئة وهذا تقصير واضح من وزارة البيئة على وجه التحديد التي لم تعدو حلولها عن مجرد تصريحات اعلامية دون حلول لمعالجة مشكلة التلوث بشكل عام على صعيد تلوث المياه والهواء وغيرها ...

 

الجمعة، 13 يناير 2023

خطبة السيد الصدر تحمل رسائل مبطنة


د. مصطفى الصبيحي                                             

 

رسائل عديدة تحملها الصلاة الجمعة الموحدة التي دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر لإقامتها في جميع المحافظات العراقية؛ باستثناء إقليم كردستان ومحافظة البصرة .

 

هذه الدعوة تتضمن رسائل مهمة اراد السيد الصدر ايصالها سياسياً وجماهيرياً ؛ خاصة مع قرب انتهاء 100 يوم على تسلم حكومة محمد شياع السوداني مهامه ، والحديث عن وجود الخلافات غير المعلنة داخل تحالف إدارة الدولة الذي تشكلت على اثره الحكومة الحكومة  مايعني احتمال عودة قريبة للتيار الصدري الى المشهد السياسي في الوقت الذي لم يتطرق لها الصدر صراحةً في الخطبة التي القاها نيابة عنه حسين المحمداوي حيث تضمنت الخطبة الحديث عن مقاومة الاحتلال باعتبارها من اولوياته وثوابته .

 

والواضح من وجهة نظري أن العراق سيشهد ومع بداية عام 2023 رجوع التظاهرات والاحتجاجات  في ظل عدم إيفاء حكومة السوداني بالتزاماتها تجاه للعديد من الملفات المهمة مع السنة والأكراد، فيما يتعلق بنازحي منطقة جرف الصخر والعفو العام وهيئة المساءلة والعدالة، الى جانب عدم التوصل لحل مع الأكراد حول المادة 140 من الدستور بشأن المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل وقانون النفط والغاز وقرب انتهاء العطلة التشريعية لمجلس النواب دون تعديل بعض القوانين والتي من أبرزها قانون الانتخابات .

 

أما جماهيرياً فإن الحشود الكبيرة التي شاركت في أول جمعة موحدة منذ انسحاب التيار الصدري تكشف عن رغبة التيار باستعراض قوته وحجم تأثيره الشعبي وأن اتباعه مازالوا رهن اشارته بأي وقت في حال قرر العودة مجددا للساحة السياسية.

 

وهنا لا بد أن اشير الى أني كنت قد تطرقت في احدى اللقاءات التلفزيونية الى أن خطوة فتح مداخل المنطقة الخضراء التي طبقتها حكومة السوداني مؤخراً ربما لن تدوم طويلاً في حال قرر السيد الصدر دعوة انصاره للاحتجاج على عجز الحكومة عن الايفاء بوعودها..


الأربعاء، 11 يناير 2023

فن التقديس في العراق

 التقديس يعرف في اللغة : بأنه التعظيم والتوقير وفي الاصطلاح : التنزيه عن النقائص الكونية " بالمطلق " .


فالقدسيّة تعتبر أعلى درجة من التّقدير والاحترام والهيبة، وقد ترقى إلى درجة الكمال وعدم جواز النّقد.


وظاهرة التقديس لها عدة اسباب منها الدينية ، والسياسية والاجتماعية ؛ وقد يذهب البعض الى ان التقديس هو اقل درجة من العبادة ودليله في ذلك تقديس المسلمين للكعبة والبيت المقدس والقرآن لعظمتهم من الناحية الدينية.


وفي المجتمعات قد نجد تقديس العلماء او رجال الدين لدرجة تحريم انتقادهم والتجاوز عليهم لحد الاستماتة في الدفاع عنهم ، ومنحهم درجة المعصومة.


وهذا مايحدث في العراق ، فالتقديس اصبح ظاهرة مقلقة، في ظل ممارسات غير منطقية ومعتقدات غريبة اصبحنا نراها ونسمع عنها في مجتمع يفترض ان شريحة كبيرة منه كانت تعد من الطبقات المثقفة قبيل عام ٢٠٠٣ ، ولكن ما نشاهده اليوم يؤكد مدى التدهور الفكري والاجتماعي والجهل الذي خلفه الاحتلال الامريكي للعراق ، وتسرب ثقافات من الخارج ، ساهم في ترعرعها الفقر وحرمان من أبسط مقوّمات الحياة، لخدمة بعض الاجندات التي تسعى للسيطرة على المجتمع بهدف تغطية الفساد الماليّ والإداريّ والاجتماعيّ، وتكريس مبدأ التفرد في السلطة عبر استغلال الأديان السماويّة، عن طريق الشحن المذهبيّ والعشائري، و تحويل رجل الدّين من أداة للاتّباع وحبّ النّاس والانفتاح عليهم، إلى أداة للهيمنة والإرهاب وهذا مايحدث فعلا في العراق .


فقد اعتاد العراق على ظاهرة التقديس ووضع هالة المعصومية حول شخصيات طرحتها ادوات خارجية لابقاءه تحت سيطرتها .


نحن بحاجة الى اعادة تربية العقول والتفكير المنطقي وفهم الدين الحقيقي وقبل كل ذلك تعزيز الوعي المجتمعي الذي يرفض كل ماهو خارج عن المألوف ومحاربة الاجندات والافكار الغريبة واعادة النظر في معايير المجتمع التي تؤدي الى نهوضه لا الى رجوعه لحقب الجاهلية



"آفةُ المخدرات " تفتك بالمجتمع العراقي

  د. مصطفى الصبيحي أصبح انتشار افة المخدرات يدق ناقوس الخطر في العراق بعد ازدياد اعداد المتعاطين والمروجين واستفحال هذه الظاهرة بين فئة ال...