د. مصطفى الصبيحي
أصبح انتشار افة المخدرات يدق ناقوس الخطر في
العراق بعد ازدياد اعداد المتعاطين والمروجين واستفحال هذه الظاهرة بين فئة الشباب
والنساء والاحداث ، فليس هناك محافظة عراقية تكاد تخلو من المخدرات وذلك بحسب
تقارير المديرية العامة لمكافحة المخدرات والتي أكدت أن العصابات تستهدف كل
محافظات العراق وخاصة المحافظات الحدودية .
مديرية مكافحة المخدرات مشكورة تواصل جهودها
الحثيثة لمكافحة المواد المخدرة حيث القت خلال الشهر الماضي " يناير / كانون
الثاني" فقط ، القبض على أكثر من 1400 متهم بتجارة وترويج وتعاطي المخدرات وتمكنت
من ضبط 63 كيلو غرام من المواد المخدرة، ونصف مليون حبة كبتاجون والمؤثرات العقلية
.
وبالرغم من هذه الجهود الا ان المديرية اكدت أن
ظاهرة " انتشار المخدرات " تقودها شبكات محلية ودولية مختصة بجرائم
المخدرات وانها تستهدف جميع طبقات المجتمع وليس فقط الكسبة، بل هناك موظفي دوائر
الدولة من ضمنهم القوات الأمنية، ومن الطلبة ومن حملة الشهادات حيث تلجأ الى عدة
أساليب وطرق لتهريب هذه المواد مستغلة بذلك عدم امتلاك مديرية مكافحة المخدرات
للأجهزة الحديثة للكشف عن المواد المخدرة.
أما عن المواد المخدرة الأكثر انتشاراً في
العراق هي "مادة الكريستال، أكثر من490 كيلو غرام تم ضبطه العام الماضي ما
يقارب 400 كيلو كانت من مادة الكريستال فقط فهي منشطة لجميع الجسم، وتتسبب بحالة
من الهلوسة ممزوجة بالنشوة، والإدمان عليها سريع بعد تعاطيها لمرة أو مرتين يصبح
الشباب مدمن عليها .
وفي ظل عدم وجود إحصائية رسمية منشورة لأعداد المتعاطين
للمخدرات في البلاد الا ان هذه المواد تنتشر وتباع وتوزع في المناطق الفقيرة
والمحرومة في بغداد العاصمة والمحافظات الأخرى خاصة الجنوبية منها كما تم تسجيل عدد من النساء والاحداث ممن
يتعاطون هذه المواد الخطرة .
وقد عزا باحثون
وخبراء اجتماعيون انتشار ظاهرة المخدرات الى الأوضاع الاقتصادية السيئة وغياب التوعية المجتمعية فضلا عن عدم وجود
تقنيات حديثة للكشف عن المخدرات في المناطق الحدودية، وهذا بسبب تورط جهات سياسية
ومجاميع مسلحة في تجارة المخدرات خاصة في المنافذ الحدودية وقد تحدثت العديد من
المصادر الامنية لوسائل الاعلام وهنا اشير الى تقرير نشره موقع قناة الجزيرة على الانترنت
بتاريخ 28/1/2023 نقلا عن مصدر أمني بأن هناك عدة خطوط رئيسية يتم تهريب المخدرات
عن طريقها وهي عبر منفذ الشيب الحدودي بمحافظة ميسان مع إيران، فيما أن أكثر مادة
تدخل هي مادة الكريستال المخدرة بأنواعها.
كما أن بعض المنافذ في محافظة البصرة يتم تمرير
المخدرات منها إلى محافظة ذي قار ومحافظات أخرى وأكثر ما يتم تهريبه هو الكريستال
ونادرا ما يتم تمرير الحبوب المخدرة الأخرى .
أما اغلب طرق تهريب المخدرات من خلال تلك المنافذ تتم عبر بعض الشاحنات التي تحمل
الطابوق، إضافة لاستخدام النساء وبعض شيوخ العشائر، وهؤلاء لا يتم تفتيشهم.
علاج ظاهرة المخدرات تحتاج الى سرعة ايجاد
الحلول وعلى عدة أصعدة اهمها معالجة الفقر والبطالة وتخفيف العقوبات عن المتعاطين الذين
يبادرون بتسليم انفسهم للدولة بهدف العلاج في الوقت الذي يجب أن تشدد العقوبة على
المتاجرين بالمخدرات وتطوير الإمكانات للكشف المبكر وعدم السماح لهم بالإفلات من
العقاب ، والعمل على توفير مراكز التأهيل والعلاج للمتعاطين، وكذلك زيادة الوعي في
المدراس والجامعات والمنصات الدينية والثقافية والفني والاهم من ذلك هو التربية
الاسرية التي تنتج أفرادا صالحين للمجتمع ..